الآن في غزة شوارع غاب عنها بعض المارة .. في احد أركان المشهد بيوت تصدعت جدرانها .. وأخرى طبقات تاهت بصيرتي بين عدد صفوفها ..أطفال تلهو بين الركام وفي حلوقهم غصة .. يتجولون .. يجمعون ما تقع عليه أصابعهم .. ينتظرون على أبواب مخيمات توالدت للتو شحنات إغاثة قادمة من خلف البحار .. وساسة مازالوا يتاجرون بالعبارات .. يلهون بدماء الضحايا لجمع خزائن الأموال .. تزور الأسواق تجد بعض الباعة .. وبعض محلات وقد وصلت أرففها أموال المساعدات !!!
أتساءل عن الأسعار فأجد بعض من السلع وقد تراقصت أسعارها من زقاق إلى زقاق .. فالظاهرة عامة ورب العرش اعلم بهذه المشاهد والأسعار .. أيعقل ان تكون بورصة في كل زقاق !!
وصلت بعض البيوت ولم تصل بقية البيوت .. وخاتمة المطاف وصلت الأسواق ..ولا أريد ان أخفى عنكم بشائر النصر المبين .. فقد وصل المرابطين باب منزلي فوضعوا لي بعض من العبوات !!
نعم نحن مع حرية الرأي والتعبير .. نعم لتكميم الأفواه لأننا في عهد حكومات الربانيات ...باتت تراود جيوش جرارة من جيل الشباب فتح أبواب الحصار .. منهم من يحلم في أمسية أو كل صباح ببلاد ما بعد البحار ..
أيها الغائبون .. المسافرون عن الآخرة وحضوركم على الدنيا كما لو كانت هي نهاية المشوار .. متى تتيقنوا أننا عابرو سبيل ..ولا تجارة لنا في الدنيا ولا نبحث عن قوارب وقصور وملوك وأميرات